ظهر توجه جديد في تونس يستخدم فيه المواطنون الأوراق النقدية للتعبير عن خيبتهم إزاء الحكومة.
أصدر البنك المركزي يوم 15 نوفمبر بيانا يدعو التونسيين إلى التوقف عن كتابة الشعارات السياسية على الأوراق المالية.
وجاء في البيان "بعد أن عاين البنك المركزي استعمال بعض المواطنين للأوراق النقدية كوسيلة للتعبير عن توجهاتهم ومواقفهم السياسية وذلك بكتابة شعارات على الأوراق من فئة 10 و20 دينارا، فإن البنك المركزي التونسي يهيب بالمواطنين الكف عن هذا العمل والامتناع عن لالتجاء إلى مثل هذه الطريقة في التعبير".
- 20 دينار تحمل كتابات تدعو إلى رحيل النهضة.
لكن الناس لا يعيرون اهتماما لدعوة البنك المركزي التونسي.
فهم يواصلون استخدام الأوراق النقدية المالية في حملتهم "النهضة ارحل" بل إنها ازدادت زخما.
الحملة التي انطلقت على موقع فيسبوك، دعت كافة التونسيين والتونسيات إلى كتابة شعارات على الأوراق النقدية تطالب الحكومة بالرحيل.
وانطلقت حملة مشابهة في إسبانيا وفرنسا حسب فرانس 24. ويدعو الأوروبيون بدورهم بعض سياسييهم إلى التنحي أو ينتقدون طريقة معالجة قيادييهم للأزمة الاقتصادية.
وصرح مسؤول في البنك المركزي التونسي لفرانس بريس أن البنك أبلغ عن تلقي أوراق نقدية تحمل شعارات معادية للنهضة، وتردد دعوات المعارضة بتنحي الحزب الحاكم من السلطة.
وفي هذا الأسبوع اتسعت الظاهرة لتصل الترويكا الحاكمة. إذ صرح أحد الموظفين بإحدى البنوك العمومية بوجود شعارات على الأوراق النقدية ضد الائتلاف الحاكم.
وقال طارق بنزيد وهو إطار بنكي "هناك أوراق حملت عبارات نابية ضد الحكومة وتجاوزت حدود الأخلاق العامة. كما أن هناك أوراقا نقدية ذهبت عكس التيار ودافعت عن الحكومة وعن إنجازاتها وكالت التهم للمعارضة".
من جهته قال لطفي زروق وهو عامل فني في الثلاثين من عمره "أعتقد أن هذه الحملة ستنتهي إلى الفشل. كنت تمنيت لو بحثوا عن أفكار أخرى لإصلاح أخطاء الحكومة".
وقال زروق "اعتصام الرحيل الذي استمر طوال شهر رمضان الماضي بساحة باردو أمام مقر المجلس الوطني التأسيسي لم يغير أي شيء. ولا أعتقد أن حملة الأوراق النقدية ستغير من الأمر شيئا".
أما حسناء المولهي فقد رأت في الحملة وسيلة طريفة وسلمية للتعبير عن موقف ما "إنها أفضل من استخدام العنف سواء أكان لفظيا أم ماديا. لقد أعجبتني وانخرطت فيها وقد شجعني أبنائي على اتخاذ هذه الخطوة. لقد كان الأمر مسليا إلى حد ما".
وشهدت الحملة حالات مثيرة للضحك، حيث قام عدد من المواطنين بطرح نقود من فئة المئة ملليم والخمسين ملليم ووضعوها فوق أوراق بيضاء وضمنوها دعوتهم لرحيل الحكومة. وأظهروا من خلال ذلك عجزهم عن امتلاك أوراق نقدية بسبب حالتهم الاقتصادية التي وصفوها بالمزية.
من جهته قال ياسين الواعر وهو إطار بنكي "طباعة الأوراق النقدية مكلفة للغاية. واستخدامها في غير غايتها سيضر بالاقتصاد الوطني".
وأكد بيان البنك المركزي "أن العملة رمز هام للعلاقة الاجتماعية وأداة أساسية لكسب الثقة والوحدة الوطنية، وأن الإساءة إلى العملة الوطنية يشكل مسا بسيادة البلاد".
وأضاف البنك "أن العملة ومنها الأوراق النقدية تمثل إحدى مقومات المواطنة ويجب المحافظة عليها من الجميع والامتناع عن الإساءة إليها”. البيان أشار إلى أن كلفة طباعة الأوراق النقدية تتحملها المجموعة الوطنية وتُدفع بالعملة الأجنبية.
إرسال تعليق